آية الله قاسم: الموقف الرسمي تجاه «متهمي كرزكان» مثار عجب

أكد سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم في خطبة الجمعة الماضية بجامع الإمام الصادق (ع) بالدراز أن قضية أملاك الدولة لحد الآن لم تنتهِ إلى شيء، وأن تشكيل اللجنة الوزارية شيء، معتبراً هذه اللجنة من طرف واحد



وهو الطرف الذي ينبغي أن يجري معه التحقيق، في إشارة إلى الحكومة.

وقال سماحته إن قيمة النتيجة تتأثر بقيمة المقدمة، والشعب ينتظر ألا يضيع من الأملاك المتلاعب بها شبر واحد، وأن يفتح باب التحقيق الموضوعي ويسهل طريق الوثائق المطلوبة لهذا التحقيق بالنسبة لكل موارد الشك في التصرف غير الشرعي والقانوني في أملاك الدولة وانتقالها بغير حق ووجه مقبول للأيدي الخاصة.

وعن قضية متهمي كرزكان، ذكر سماحته أن موقف الجانب الرسمي معهم مثار عجب، لافتاً إلى أن الإعلام سجّل عليهم قبل أي محاكمة أنهم قتلة، ويجب أن يحكم عليهم بأقسى العقوبات ولا شيء دون الإعدام، ثم جرت محاكمتهم بعدما تلقوا وجبات كافية من التعذيب في السجن ثم نالوا عفواً صريحاً لم يمكث إلا يسيراً، حتى عادت محاكمتهم.

وأضاف «انتهت المحاكمة إلى البراءة ونشرت حيثيات الحكم بالتبرئة بوضوح حتى كان لهم الحق بالمطالبة بالتعويض، ثم من بعد هذا الحكم جاء حكم مناقض جديد لا لجديد في الموضوع وحيثياته وأدلته، ولكنه جديد السياسة التي لا تثبت على شيء».

ووسط هتافات المصلين بشعارات «معكم معكم يا سجناء»، أردف سماحته بالقول «وكأن الحكم يقول للساحة لا تهدأي، وكأن السياسة من هدفها الإثارة واختلاق أسباب التوتر وإنهاء أي فرصة للتهدئة، وكل ما تتخذه السياسة عدل وصواب وحكمة ورأفة ورحمة وعقلانية ورزانة وإن وجد فيما تتخذه التهافت والتناقض وساده التعارض والتضارب، وعلى الشعب أن يصدق أن هذا الموقف هو الحكمة وكذلك نقيضه وذاك هو الرأفة وكذلك نقيضه، وأن صفة العدل تنطبق على النقيضين وأن حكم العقل يوافق المتعارضين والمتهافتين مع ما هما عليه من تعارض وتهافت».

الخمر والأحوال الشخصية
وعلى صعيد آخر، أشار سماحته إلى أن المجتمع الإسلامي لا يخلو اليوم من قلة محسوبة على المسلمين ترى بعين الغرب وتفكر بتفكيره وتشتهي مشتاه وتريد للمسلمين ما يريده، وتحاول الأخذ بأوضاعهم الفكرية والنفسية والخلقية إلى ما يتمناه، مؤكداً أن لهذه الفئة منطلقاتها المختلفة في اتخاذ هذا الموقف والتحمس له، وصوتها في المجتمعات الإسلامية صوت نشاز، ولكن قد أخذ على نفسه أن يرتفع في مختلف الساحات الإسلامية برغم كل الظروف، وأن يعمل جاهداً على توسيع دائرته وطلب دعمه ومناصرته.

ولفت سماحته إلى أن أصحاب هذا الصوت النشاز يملكون المواقع الرسمية العالية والثروات الطائلة والأساليب الكثيرة الملتوية، ومنهم من يجاهر بهويته ومنهم من يتستر في حربه للإسلام باسم الإسلام والتلاعب بالنصوص الإسلامية وتطويعها قهراً في خدمة الفهم الذي ينهي الإسلام وينقض بنيته، موضحاً أن هذه الشرذمة مدعومة وبكل قوة في مواجهة الإسلام من الكثرة الكافرة والغالبية العظمى من الأنظمة الرسمية التي تحكم المسلمين.

واستطرد «وهناك دعم مفتوح وعلى مختلف المستويات تتلقاها هذه الفئة من السيد الغربي، والتنسيق بين الطرفين قائم على قدم وساق، وارتباط المصالح بصورة مركزة يدفع لهذا التنسيق والتوافق بين الطرفين، وهناك توافق أكبر بينهما كما أشير له من قبل من التوافق في المصالح وهو توافق رؤى ومشاعر وقناعات وأهداف على حساب الإسلام والأمة الإسلامية، وذلك لأن العلاقة بينهما علاقة قوي دوره الفعل وضعيف ومائع دوره الانفعال».

وذهب سماحته إلى القول إن هذا الصف حاضر بمكوناته المتعددة بكل قوة في المعركة التي تشن في الساحات الإسلامية على مستوى العقيدة والشريعة والخلق والسلوك ضد الإسلام، معتبراً الوقفة مع الخمرة المحرمة بلا أدنى شبهة ولا شوب في الإسلام والإصرار على تغريب التشريع في الأحوال الشخصية إنما يقعان في السياق العام للمواجهة الشرسة على الإسلام والتصميم على الاستبدال الحضاري وتغيير هوية الأمة.

وقال سماحته إن المعركة ليست خاصة بساحة من الساحات الإسلامية ولا بمسألة من مسائل الإسلام وليست محدودة بسقف معين يمكن أن تقف عنده ولا زمان خاص، وإنما هي معركة قد اختاروا لها أن تكون دائمة وشاملة ومستوعبة وضاربة في العمق وألا يألوا جهداً في تحقيق النصر الساحق على الإسلام فيها، ولكنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين، ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين، وما النصر إلا من عند الله، إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.

وأردف «والمؤمنون الذين اختاروا أن يعيشوا حياتهم للإسلام وعزته وقوته وانتصاره لا يملكون إلا أن يثبتوا في هذه المعركة طويلة المدى ويصمدوا ويكونوا حماة صادقين مخلصين لهذا الدين الحق الذي لا بديل عنه لإنقاذ الإنسانية المعذبة في ظل الطرح الآخر الجاهلي الذي لا يقيم وزناً للإنسان ولا يراه إلا سلعة تجارية رخيصة ولا يتعامل معه إلا من هذا المنطلق إلا أن يكون له ناب حاد أو ظفر قوي ويد باطشة».

وأشار سماحته في نهاية حديثه إلى أن الطرح الجاهلي هو طرح لا يرعى إلاًّ ولا ذمة ولا يستقبح قبيح ولا يستقذر قذارة تحقق له هدف مادي هابط خبيث، وهو طرح لا يعرف لأحد حرمة وليس في قلب سدنته رحمة، موضحاً أن القول الحق في معركة الخمرة أن مواجهة أنصارها ليست للمجلس النيابي أو للعلماء، إنما هي مواجهة للشريعة الإلهية ونيل من حرمة الدين، وإذا قرأتم لأقلام هذه المواجهة فستجدون منها ما يتحدث عن الإسلام باستخفاف واحتقار ويرميه بالرجعية والتخلف، على أنه يكفي في احتقار الإسلام والاستخفاف به ومحادّته هذا الاستخفاف بحكم من أحكام الحرمة الثابتة بيقين في شريعته.

ما نقوووول أله الله ينعل آل خليفة


ونتمنى المزيد

مشكور على الموضوع

يسلمو ع الموضوع الرائع

كلم رددو معايه .. الله ينعل آل خليفة

الله يلعنهم كااامل من ابوهم إلى جدهم

يسلمو