والله ان كل الاسلام سياسة ونحن سياسة

«والله إن كل الإسلام سياسة، لقد عرّفوا الإسلام بشكل سيئ»، هكذا يبين الإمام الخميني (أعلى الله مقامه) العلاقة بين الإسلام والسياسة، مبيناً أن لا انفصال بينهما أبداً، وأن العلاقة بينهما لا تقبل التفكيك،



فإن للإسلام في كل شأن صغُر أو كبُر رأي وحكم.

يتداول الناس مسألة فصل الدين عن السياسة بصورة سطحية في الأعم الأغلب، فيحصرون معناها في المعنى اللفظي ولا يدققون جيداً في مترشحات هذه المقولة، وقد يستغل بعض السياسيين الإسلاميين هذه السطحية في التفكير لتمرير أهدافهم الشخصية ورغباتهم لدى أكبر شريحة قدر الإمكان، فهم يسوقون لأنفسهم بالإسلام، كممثلين لفكره وأصالته، وكمدافعين عن حماه، ولكنك حين تتأمل قليلاً في خطابهم تجد التعارض الكبير بين ما يدّعون من انتماء - ولو زوّقوا خطبهم بالمفردات الدينية- وبين ما يمارسون من سلوك يشكل ابتعاداً عن ذلك الانتماء، كل ذلك على مستوى الخطاب فضلاً عن السلوك العملي، وحديثنا يتعلق بالسياسيين الذين ينسبون أنفسهم للإسلام، أما الآخرون فلا شأن لنا بهم فهم قد أعلنوا انفصالهم عن الدين أو إقرارهم عدم ربطه بالسياسة.

وأما على المستوى العملي، أو مستوى السلوك السياسي، فهل تكون «الغاية تبرر الوسيلة» قاعدةً فكريةً يلتزم بها سياسي إسلامي في حراكه السياسي، ثم يدّعي أنه إسلامي الفكر والمنهج؟ فكل أسلوب احتجاجي يكون حسناً مادام يعبّر عن إرادة لمطلب سياسي معين! حتى ولو اصطدم في عناوينه الثانوية وربما الأولية بأحكام الدين الحنيف، ولذلك فنحن بحاجة إلى وقفة جادة وجريئة لتقييم كل أساليب الاحتجاج السياسي لتنسجم مع ما يريده الشارع المقدس، ولنترك الانبهار بأساليب الآخرين وإلصاقها عنوة بعنوان الاحتجاج السياسي حتى ولو تعارضت مع الدين، ثم اتخاذها مدرسة نتلقى منها أساليبها المنسجمة مع رؤيتها وهويتها في الاحتجاج على الفساد الرسمي ونؤسس على أن ذلك هو الأسلوب الأمثل، ويكون لدينا مثلاً تكسير الأسواق وحرق السيارات وسرقة المتاجر أسلوباً حضارياً للتعبير عن المطالب، لأن «ثوار فرنسا» قاموا به مثلاً، وفرنسا من الدول المتقدمة حسب التقسيم العالمي، فلذلك تنعكس طريقة احتجاجاتهم علينا، وكأننا لا نستطيع إبداع الأساليب.

أليس للإسلام علاقة بالسياسة؟ فما منطلق التحرك السياسي إذاً؟ ولماذا أضحّي بوقتي وجهدي ومالي وبراحتي وكل شيء من غير أن يكون هناك دافع وراء ذلك؟! أوَليس «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم» قاعدة يكون بإمكاننا الاتكاء عليها دافعاً رئيساً لتحركاتنا وأنشطتنا السياسية والاجتماعية كافة؟ ثم هل سيدعو الإسلام الناس إلى الاهتمام بأمر بعضهم بعضاً، ثم لا يوضح التشريعات التي تضمن عدم انحراف الفكر السياسي والسياسيين عن التطبيق الصحيح؟
هل يترك الناس هملاً من غير أن يرسم لهم طريق النجاة في ضوء «وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا، فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله»، فإذا لا مفر للسياسي الإسلام من أحد أمرين: فإما أن يكون من رواة الأحاديث (أي فقيهاً)، أو أن يستهدي بنور الفقيه التقي الورع العادل الخبير بأمور زمانه ومكانه.

وبناءً على ما تقدم، فإننا نحكم على حراكنا بالنجاح والفشل بمعيار قيامنا بالتكليف، فكثير من القضايا السياسية - سواء طرحت تحت قبة البرلمان أو خارجها - تواجه بالعقبات والعراقيل من قبل الجهات الرسمية، ولكن ليس السكوت وترك المطالبة بالحقوق مبرراً بذلك، بل يتوجب على السياسيين الإسلاميين بذل الجهد بصدق وبإخلاص (أداءً لتكليفهم أمام فاطر السماوات والأرضين)، لتحقيق ما يمكن تحقيقه لهذا الشعب الطيب، كما ينبغي على السياسيين الإسلاميين الالتصاق أكثر بإسلامهم، ونشر الثقافة والوعي السياسي الإسلامي الصحيح بين شرائح المجتمع كافة، لتستطيع اختيار طريقها عن قناعة ووعي.

مشكووووووووووووووور



ونتمنى المزيد

مشكووور على الرد

ونتمنى منك المزيد

تحياتي /بوشروان

مشكور على الموضوع

و اله الحكومةادتنا

يسلمو ع الموضوع

ننتظر المزيد

الحكومة لازم تنشال من عرقها .. وأولهم خلفوووه ( ابو سبعة ارواح )